الحلقه : الثانيه
الأسم : الحب الذي علمني الكثير
الجزء : الأخير
عناصر الذكرى : صور لمجاميع من الطلبه والطالبات في أحدى الدول الأوربيه ...ومجموعه مكاتيب ورسائل
00000000000000000000000000000000000000000
كما قلت في الحلقه السابقه ... أن الجميع كان حزين لقرب أنتهاء الرحله ...وقررت أداره الوفد أن تجعل اليوم الأخير من الرحله ... يوماً مفتوحاً ... وذلك للتسوق وقضاء الحاجات والراحه ... وقررنا نحن كشله أن نقسم اليو م الأخير الى تسوق بالنهار ... وعشاء بالليل ... وتبرعت مجموعه منا بالحجز والأعداد للعشاء ... وحان وقت العشاء فذهبنا الى المطعم القريب من الفندق ... وكنا نمشي زوجين زوجين الى المطعم ... كان المطعم ذا جو ساحر وشاعري ... وبدأنا الأكل وبعد الأنتهاء قررنا أن يلقي كل واحد فينا كلمه للشله يقول فيها ما يشاء ... وبدئنا بالكلام وكانت العيون تزرف الدموع ... والصوت تخنقه العبره أحياناً ... وكانت الكلامات مؤثره جداً ... و عبر فيها الجميع عن شعورهم ومشاعرهم ... وبعد ذلك خطرت لي وللحبيبه فكرة كتابة ميثاق شرف وعهد الحب بين أطراف الشله وقمنا بصياغته وتم التوقيع عليه من 17 شخص في الشله ... وتم كتابته على لأئحة الطعام الجميله - طبعاً بعد الأستئذان من أدارة المطعم - وهذه الوثيقه أمامي أقرأها وأتذكر الأشخاص الذين كانو في هذا الموقف ووقعوا عليها والقلب يعتصر حزناً على ذاك الزمان الجميل ... أنتهي العشاء ورجعنا للفندق وبدأنا بأنزال الحقائب الى اللوبي أستعداداً للسفر صباح الغد ... وفي الصباح كانت وجوه الجميع حزينه ... وكانت أنفسنا لا تريد العوده لأننا تعودنا على رؤية بعضنا البعض من الصباح وحتى المساء ... وذهبنا الى المطار وركبنا الطائره وبدأت الروح تعود لنا تدريجياً وبدء الغناء والمرح لأن النفس رضت وقبلت بالأمر الواقع ... وفي الطائره قررت الشله على أن نجتمع بعد يوم من الوصول الى الكويت في الجامعه ... وذلك كي نجتمع مع أعضاء الشله الأخرين الذين سافروا في وفد ثاني الى دول أسيويه ... وصلنا الكويت وكانت لحظات الوداع المؤثره بين جميع أعضاء الوفد بلا أستثناء ... وكان وداعي مع الحبيبه سريعاً جداً لأني لا أحب والوداع بصوره عامه ... وحتى لا أرى الدموع في عينها بصوره خاصه ... وفي اليوم المحدد للأجتماع و الموعد المحدد للقاء مع الشله ... تأخرت أنا بالوصول بالموعد ... وذلك لظرف طارئ ... وبعد أن وصلت رأيت الشله كلها مجتمعه ... وأبتدئت بالسلام عليهم حتى وصلت الى أخت من الأخوات اللاتي سافروا مع الوفد الاخر ... وأذا بها تسحب يدي وتقبلني وسط دهشتي ودهشة الشله ... ولم أخذ بهذا الأمر على محمل الجد للوهلة الأولى ... لأني أعرف طبيعتها المنفتحه وعلاقتها المتميزه كأخت معي ... وأيضاً لأني لم أفهم المغزى من هذا التصرف ... بعد الأنتهاء من السلام أردت أن تجلسني بجانبها ولكني فضلت الجلوس بجانب الحبيبه ... وتغير وجه الأخت التي قبلتني ... وبدئت بالغمز واللمز الذي لم أفهمه تجاهي وتجاه الحبيبه ... ووضح من كلامها أن هناك شئ ما غلط في تصرفاتي ولايعجبها ... أنتهي اللقاء وتمشيت كالعاده مع الحبيبه الى السياره ... وقالت لي وهي متعجبه ... شفت تصرف فلانه معاك ... وكنت أرد عليها بكل سذاجه ... لاهذه هي طبيعتها وأنتي تعرفين أنها منفتحه ... ولكن في داخلي .. بدئت الوساوس تساورني عن تفسير هذه التصرفات ... وكالعاده لا أبالي ولاأكترث لتصرفات الغير ... لأني أنسان طبيعي وطيب ولا أحلل الأمور لمعرفة خلفياتها وأعتقد أن كل الناس مثلي ... ومرت الأيام وأبتدئت الدراسه في الجامعه ... وكانت تلك البنت في كليتي وأول ما شفتها قالت لي أبي أكلمك ... فقلت لها حاضر تفضلي قولي ... فمشت معي الى محاضرتي ... وكانت المفاجئه بأنها تريد أن تصارحني بحبها لي ... طبعاً لم يبدر مني أي شئ يحسسها بذلك في السابق ... غير أني كنت أتغشمر معاها شوي غير عن البنات الأخريات ... طبعاً لم أدخل المحاضره لوجود هذه البلوه والمفاجئه الغير ساره ... وبدئت أفهم كل تصرفاتها الغريبه السابقه و التي قامت بها من الوصول حتى الأن ...و طبعاً شرحت بلطف موقفي منها وبأني أحترمها وبأنها أخت عزيزه لاأكثر ولاأقل ... وثنائي عليها وعلى طباعها وشكرها على مشاعرها تجاهي ... وبأنني غير مستعد لهذه العلاقه لأن هناك علاقه تربطني مع فلانه ... وبدئت هي بذم فلانه والتكلم عنها بما يسوء سمعتها ... ولم أسمح لها بأن تبتدء بهذا النوع من الكلام أوقفتها عند حدها ... وهنا بان لها كبر وعظم حبي لفلانه ... وأنتهي الأمر على هذه الحقيقه وبأني لا أفكر فيها غير أنها أخت عزيزه ... وطبعاً تكلمت مع الحبيبه عن ما دار بيني وبين تلك البنت في هذا اللقاء ... ولم تهدء تلك البنت منذ تلك اللحظه ... وبدئت بأطلاق الأشاعات والأكاذيب وحاولت أيضاً أن تختلق المشاكل بين الشله وكان الهجوم دوماً ينصب علي وعلى الحبيبه ... ألا أن مساعيها لم تفلح مع الشله لأنهم يعرفوننا جيد ولم تنطلي عليهم الاكاذيب ... وبدء الجميع يأخذ منها موقف قوي على تصرفاتها الغريبه ... بل بعد فتره أخذ الجميع موقف بعزلها عن المجموعه ... ولم أعرف سر كل هذه التصرفات الغريبه منها ... ألا لما صارحني بعض أفراد الشله ... بأنها كانت معجبه فيني قبل السفر ... وأنت لا تدري عنها ولما رأت أنك أخترت فلانه قامت بكل ما قامت به ... وكنت أقول وما هو ذنبي أنا ... و هل ذنبي أني عاملتها بلطف وأدب ... وهل ذنبي أني أعتبرتها أخت عزيزه وأحسنت معاملتها ... ولاأعلم كيف حست أني لها أكثر من ذلك ...المهم البنت أبتعدت عن الشله وبدئت تشيع الأخبار عن علاقتنا لخارج الشله ... لحد أن الأخبار وصلت الأهل والاصدقاء وحتى الغرباء ... وبدئت علاقتي تتأثر بالحبيبه من جراء ما قامت به ... ومثل ما قيل سابقاً - العيار الي ما يصيب يدوش - وظهرت المشكله التي أثارتها تلك البنت في قصتها ... بأن الحبيبه هي أكبر مني وأنها قصت علي وخلتني أحبها وهي أكبر مني بكثير... ووو ألى ذلك من الأمور ... وحيث أن الحقيقه أني في السنه الاولى وهي بالسنه الرابعه ... وأني اعتقد أن الحب لايعرف عمر ... فلم أتغير كثيراً بحبي لها بل على العكس زاد ولم يؤثر هذا النوع من الأشاعات علي ... وأستمرت البنت تروج قصتها على هذا النحو وبدئت العلاقه الجميله التي بيننا يوماً عن يوم تفتر ... وكنا نناقش المشاكل أكثر من أن نتكلم أو نتفرق للحب الذي بيننا ... وأستمر الوضع على هذه الحال وفي أحدي المكالمات لاحظت بأنها تحاول الأبتعاد عني ... فواجهتها بذلك فردت بصريح العباره أنه لافائده من هذا الحب ... وأني لاأستطيع أن أكون زوجه لك لأنك صغير وعقلك صغير ولاتستطيع التعامل معي وما ألى ذلك من الامور التي تفسد العلاقه بيننا ... وكنت أدافع عن بقائنا مع بعض ولكن دون فائده ... حتى أني أيقنت أنها تريد التخلي عني وأنها تبحث عن أي عذر لذلك ... هنا ثارت ثأرتي وفقدت أعصابي ولم أتحمل هذه المسرحيه الطويله منها والحب المصتنع الذي كانت تزعمه والمبادئ والقيم الجميله التي علمتني أياها طوال الفتره السابقه ... وبدئت بكيل الاتهمات لها وبأنها لم تكن تحب وأنها خدعتني لتستمتع برفقتي طوال الفتره السابقه ... وأنها عند أول أختبار ومشكله سقطت ... ولم أترك أي كلمه من قواميس الجحود والنكران ألا وقلتها ... وأنتهي الأمر على هذا ... ولم أقوي على هذا الفراق الذي لم أحسب له حساب ولم أكن أعتقد في أنه سيحدث في يوم من الأيام ... وتعبت كثيراً وتألمت طويلاً وكانت تلك الفتره من أصعب الأيام التي مرت علي في كل حياتي ... وبعد مرور حوالي شهرين وأنا على هذه الحال من الألم والحزن والأنزواء ... كنت في مره أمر قرب مكان كان يتجمع فيه بعض أفراد الشله في كليتنا ... وأذا بصديقتها العزيزه من الشله تسلم علي .. وتريد أن تكلمني ... فقلت لها أرجوك أن كان الحديث عنها فأنا لاأريد الكلام في هذا الموضوع لأني لاأريد سماع أي شئ عنها ... خصوصاً بعد فعلتها التي فعلتها معاي ... وكانت تقول أرجوك أسمعني وأرد بعصبيه أنني لاأريد ذلك حتى رأيتها تبكي ... حينها قلت لها ما يبكيك قالت فلانه ... قلت شفيها قالت فعلت كل هذا على شانك ... فثرت غضباً مره أخرى وقلت لها أدري أنك تحبينها وتدافعين عنها ... ولكن كيف من يتنكر ويهجر حبيبه يفعل ذلك علشانه ... بل أنتهي الحب من قلبها أو بالأصل لم يكن موجودا ... وكان كل ما قامت به بالسفره والمرحله التى بعدها خدعه وكذبه كبيره منها ... ومشكوره على هذا الدفاع المستميت عن صديقتك ... هنا صرخت بالحقيقه وقالت فلانه تحبك بل تموت فيك وسوت كل هذه التمثيليه علشان تبعدك عنها وعلشان تقطع علاقتها فيك ... وكل هذا علشان لأحد يجرحك ويقول عنك ... بأنها ضحكت عليك ... أو أن يشوه سمعتك ويجرح كرامتك أحد ... وأنها منذ ذلك اليوم الذي قامت فيه بهذا التصرف الى الأن ... لم تذوق طعم الأكل والنوم ألا قليلاً ... وأنها ألأن في المستشفى لأنها أنهارت ... قلت لما لم تقولي هذا من زمان ... فردت بأنها قد طلبت منها عدم البوح بهذه القصه لك ... ولكني بعد تدهور حالتها الصحيه خفت عليها ولذلك قلت لك ... لم أستطيع أن أستوعب هذه الحقيقه طلبت منها أن تأخذني أليها ...وأتفقنا على أن أذهب اليها بعد أن يغادر أهلها المستشفى ... وتم ذلك ودخلت عليها وتفاجئت من وجودي هناك ونظرت الي بابتسامتها المعهوده ونظرت بعتاب الى صديقتها التي أفشت السر ... فقلت لها لماذا فعلتي هذا ومن طلب منك هذا ... وقعدت معها حتى ساعات الصباح الأولى أعاتبها على ما فعلت وأطلبها العوده الى ما كنا عليه ... ألا أنها قالت بعد كل هذا ... لا لا ... يكفي أني أموت فيك وأحبك وأنت تدري ذلك وأني لن أنساك طول حياتي ... و عملت كل هذا علشانك فلا تجعلني أرجع مره أخرى أندم على ما فعلت وأنا اليوم مرتاحه لأنك فهمت ... وما فعلته هو الصحيح ... أنت ألحين لأنك في فورة الحب تقول كله واحد وانا ما يهمني تكلموا أو لا ... ولكن مع الوقت وكثر الكلام راح تتأثر ويظهر هذا عليك ويؤثر على علاقتنا ... فالرجاء حافظ على نفسك الغاليه لأنها تهمني وايد ولاتنساني ... هذه هي البنت والحب الذي علمني الكثير ... هذا هو النقاء والحب الخالص والمصفى من الأنا والمصالح ... هذا هو الأيثار الذي كنت أسمع عنه وأقرئه ... هذه هي معلمتي التي تربيت بين أحضانها وتعلمت من مدرستها أصول الحب ... ومن تكون هذه بداياته يحمد الله على هذه النعمه العظيمه ... وللقراء أقول قرأتم بأننا لم نكن الجيل المثالي ولم نكن كلنا ملائكه ... وتابعتم كيف أن بنت أحرقت الأخضر واليابس في سبيل أشباع رغبات نفسها المريضه ودمرت قصة حب رائعه أنتصاراً لنفسها ... التي جرحتها أجابتي بلا ... ولكن كما قلت بالسابق كان المجتمع يطهر نفسه بنفسه فنبذتها الشله أولاً والمجتمع ثانيا ... أما الملاك الجميل الذي علمني الحياه فلا زالت علاقتي بها وبزوجها قائمه لحد الأن ولازلت أطمئن عليها وتطمئن علي حتى الأن ................... هذه صوره وذكرى حقيقيه لما كانت عليه الحياة الأجتماعيه في تلك الفتره من الزمن ... وللقراء الذين سألوا على السنه أو التاريخ التي تمت فيها هذه القصه ... أقول كانت في فتره كان يعرض فيها مسلسل "رأس قليص"وهو مسلسل بدوي جميل عن قصة حب جميله بطلها أسمه"شداد" والبطله أسمها "حمده"..وكانت الفتره ما بين أزمة المناخ والغزو العراقي ... وأفهم يا فهيم....والى اللقاء في ذكرى أخرى
فري كويت